سفيان تركي العديلي  التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية


     بقلم الدكتورسفيان تركي العديلي
     طبيب و باحث في مجال الطب التكميلي و الطب البديل. 



 نبات الالوفيرا -  سفيان تركي العديلي
منذ الزمن البعيد وعلى مر العصور تم التداوي بالاعشاب والنباتات ذات الخصائص العلاجية وهذا ليس بالمستغرب لان الكثير من المستحضرات الصيدلانية الحديثة مستخلصة من النباتات. وما علم البوتانيك ( خصائص النباتات ) الا ترجمة موسعة وحديثة وعلمية للدراسات البدائية المعنية بالخواص الصيدلانية للنباتات ومكوناتها .

وقد دلت الدراسات ان جميع الحضارات القديمة ومنها الحضارة الفرعونية وحضارة ما بين النهرين والحضارة الفينيقية واللاتينية والافريقية والهندية والصينية وكذلك حضارات قبائل امريكا الجنوبية قد استخدمت الاعشاب والنباتات في علاج الامراض وفي عمليات الغسيل والتطهير والتعقيم وقد وصل بهم الامر لبناء اعتقادات مبالغ فيها وبعيدة عن الواقع.

 ونظرا لما تزخر به مواقع التواصل الاجتماعي حاليا من مقالات ومدونات حول الاستطباب بالاعشاب وما تحويه من معلومات كثير منها صحيح و لكن يتخلله أيضا  الكثير من المبالغة في تضخيم الفوائد المرجوة من بعض النباتات حتى اصبح موضوع القضاء على مرض السرطان والسكري وغيرها يبدو وكانه في متناول اليد مما يشيع آمالا كاذبة ومما يدي الى انتكاسات عضوية ونفسية لبعض المرضى، من هنا ارتأيت الشروع في تناول هذا الموضوع على نحو معتدل بعيدا عن الآمال الزائفة ومتوخيا الحذر من ايهام المرضى بان العلاج بالاعشاب هو بديل للعلاج الطبي التقليدي وانما هو علاج تكميلي في حالات وبديل في حالات اخرى ولذا يتوجب على كل قارىء ومستخدم للاعشاب الرجوع الى طبيبه المعالج في حالة ملاحظته لاي عارض غريب ، كما انه يلزم التنويه ان هذه المقالات لا تغني عن استشارة الطبيب ولا تعتبر وصفات رسمية للعلاج .
هذه هي الحلقة الثالثة من مدونتي " الاعشاب والنباتات الطبية " والتي سيتم من خلالها بيان الخصائص العلاجية لبعض الاعشاب والنباتات السائدة والفائدة العملية المرجوة منها الى جانب كيفية زراعتها وتحضيرها واستخدامها .
 وسوف اتناول في الحلقات القادمة المزيد من النباتات الدارجة والسائدة آملا لكم قراءة ممتعة وراجيا عدم التردد في التواصل معي او مع ادارة الموقع في حالة وجود اي استفسار .

  ▬▬▬▬   الألوي فيرا Aloe vera  ▬▬▬▬▬▬     

المقدمة: 
صبار ألوفيرا (Aloe Vera) هو نبات ينتمي الى عائلة العصاريات و تشبه الألوي فيرا الكثير من الصباريات الاخرى وقد يكون التفريق بينها ليس بالامر السهل الا من قبل العارفين وذلك من خلال شكل وطبيعة أوراقها الشوكية الخضراء السميكة ، والألوي فيرا نبات قصير الجذوع يصل ارتفاعه الكلي ال 40 الى 80 سم ويعمل على تخزين الماء في أوراقه ، وقد حظي هذا النبات بشهرة واسعة نظرا لقدرته على علاج حروق الشمس الجلدية ، ثم ازادت هذه السمعة انتشارا بين الناس نتيجة تعدد الاستطبابات والاستخدامات في مجال الصحة واللياقة العامة وصحة البشرة لدرجة انه اطلق عليه اسم " العلاج الشافي لكل داء " ورغم ان هذه الوصف به الكثير من المبالغة الا انه لم يعد يخفى على أحد اهمية هذا النبات وقدراته الكبيرة في علاج كثير من الامراض.

نبذة تاريخية: 
أستخدم صبار الألوفيرا للأغراض الطبية في معظم الحضارات والثقافات القديمة كما في المكسيك و اليونان ومصر والهند والصين وقد وصفه اليونانيون باعتبارة البلسم الشافي وأطلق عليه الفراعنة اسم نبات الخلود وقد دأبت ملكات مصر (كليوباترا و نفرتيتي) على اقتنائه واستخدامه في وصفات العناية بالبشرة كما انه قد استخدم من قبل الاسكندر ومن قبل كريستوفر كولومبس لعلاج اتباعه اثناء رحلاته الى الامريكيتين .

كما استخدمت الألوي فيرا لعدة قرون في الطب الهندي القديم كطريقة لعلاج ضربات الشمس ، و الأمراض الجلدية ، وزيادة الوضوح الذهني .

إلا أن الابحاث العلمية الحقيقية لمعرفة التأثيرات الإيجابية على الصحة ما زالت حديثة وتحتاج الى الكثير من التجارب والاحصاءات للحصول على استنتاجات علمية موثقة . ومع ذلك فهناك الكثير من الاستخدامات التي ثبتت فعاليتها باسلوب التجربة والصح والخطأ.

الوصف التشريحي: 
يحتوي نبات الألوي فيرا على أوراق سميكة مثلثة الاضلاع و ذات حواف مسننة ، الزهور صفراء أنبوبيّة والثمار تحتوي على العديد من البذور.

الالويفيرا الحقيقية و الالويفيرا المزيفة

تتكون كل ورقة من ثلاث طبقات :
  1. الطبقة الداخلية : وتتكون من هلام Gel شفاف وصافي اللون ، 99 ٪ منه يتكون من الماء والباقي مكون من السكريات والأحماض الأمينية والفيتامينات والدهون.
  2. الطبقة الوسطى : وهذا الجزء أصفر اللون و مر الطعم ويحتوي على الأنثراكينونز Anthraquinones والسكريات المتحولة Glycosides .
  3. الطبقة الخارجية : وهي طبقة سميكة تسمى القشرة ووظيفتها ايصال الماء والمواد الغذائية عبر حزم وعائية الى الى الطبقات الداخليه كما ان لها وظيفية دفاعية لحماية الطبقات الداخلية اضافة الى تصنيع بعض البروتينات والمواد الكربوهايدراتية .

المواد الفعالة والتركيب الكيميائي :

يحتوي الألوي فيرا على أكثر من 70 مكونا نشطا تندرج تحت عناوين رئيسية وهي :
  • الفيتامينات : تحتوي على فيتامينات A + C + E + B12 اضافة الى حامض الفوليك والكاولين وهي مواد مضادة للأكسدة ومحيدة للجذور الحرة .
  • المعادن : تحتوي على الصوديو والبوتاسيوم والمغنيسيوم والمنغنيز والكالسيوم والكروم والنحاس والبوتاسيوم والسيلينيوم والزنك علما أن لبعض هذه المواد وظائف مضادة للأكسدة فيما البعض الأخر له دور اساسي في تفعيل عمل الانزيمات في العملية الايضية بالجسم .
  • الانزيمات : وهي عبارة عن تسعة انزيمات وهي ألكالاين فوسفاتيز، آلييز، الامايليز ، الكاربوكسي ببتيديز، الكاتاليز، السيلوليز، اللايبيز، البيروكسيديز وأخيرا البراديكاينيز Bradyinase وهو الانزايم ذو الفعالية الرئيسية لمعالجة الالتهابات الجلدية بينما باقي الانزيمات لها دور في تحطيم السكريات والدهون .
  • السكريات : وهي تحتوي على السكريات الأحادية Monosaccharide (الجلوكوز والفركتوز) وابرزها Mannose-6-phosphate.والسكريات المتعددة Glucomannans / Polymannose وهذه السكريات تعرف باسم السكريات المتعددة اللزجة وهي مواد مضادة للحساسية وللالتهابات.
  • الأنثراكينونز Anthraquinones: وهي مجموعة من المركبات الفينولية تستخدم في تليين وتنظيم عمل الجهاز الهضمي ومعالجة الامساك ولها خصائص مسكنة ومضادة للبكتيريا والفايروسات ومكافحة الملاريا والخلايا السرطانية كما ان لها استخدامات في مجال صناعة الورق والمطهرات.
  • الأحماض الدهنية : تحتوي على أربعة ستيرويدات نباتية وهي الكوليسترول ، الكامبسترول ، البيسيسوستيرول وهي ستيرويدات تحمل خواص مضادة للالتهابات اضافة الى الوبيول Lupeol. التي يمتلك ايضا خصائص مطهرة ومسكنة.
  • الهرمونات : وهي عبارة عن مركبات نباتية طبيعية تعمل بمثابتة الهرمونات وفائدتها العلاجية للانسان هي المساعدة على التئآم الجروح والحروق ولها وظيفة مضادة للالتهاب . 
  • الصابونيات : ولها وظيفة متعلقة بالتنظيف والتطهير وهي تشكل ما نسبته 3 % من هلام الألوي فيرا .
  • حامض الساليسيليك : وهو ما يعرف تجاريا بالاسبرين وله خصائص مضادة للبكتيريا وللالتهابات .
  • الاحماض الامينية: وهي مهمة في عمليات البنا وتجديد الخلايا .
  • الليغنين Lignin: وهي مادة خاملة لها دور في تسهيل اختراق ونفود المواد الاخرى للبشرة لاداء وظائفها .


آلية عمل المواد الفعالة
خاصية الشفاء ( تجدد الخلايا والإلتئام ) : 
ويتم ذلك بتفاعل السكريات الغنية المتعددة Glucomannan والهرمونات Gibberellin مع مستقبلات عناصر تحفيز النمو Growth factor receptors في الخلايا الليفيية مما يؤدي الي تنشيط هذه الخلايا وتحفيز عملية تخليق خلايا التجديد الكولاجينية اللازمة لعملية الالتئام والشفاء . ولا يقتصر الامر على ذلك بل ان هلام الالوي فيرا يعمل ايضا على اعادة تشكيل تركيبة نوع الكولاجين وزيادة درجة الربط البين كولاجينية ونتيجة لذلك تحدث عملية الانكماش بالجرح وتسريع وتيرة تحطيم النسج الندبية الناتجة عن عملية والإلتئام . كما لوحظ ارتفاع وتيرة تخليق حمض الهيالوريك Hyaluronic acid وكبرياتات الدرماتان في النسيج الحبيبي Granulation tissue وهما العنصران اللازمان لعملية الشفاء والتعافي . ويحدث هذا عند تطبيق الهلام سطحيا على البشرة او بتناول مركبات الاولوي فيرا عن طريق الفم .

◾ ترطيب البشرة ومكافحة علامات التقدم بالسن : 
عديدات السكاريد اللزجة تعمل على تحفيز خلايا الفيبروبلاست لانتاج ألياف الكولاجين والإلستين مما يجعل الجلد أكثر مرونة وطراوة وأقل تجعدا .. كما أن لها تأثيرات تزيد من ترابط الخلايا السطحية لطبقة الأدمه بالجلد بحيث تمنع انفصالها وتساقطها مما يعطي البشرة نعومة وليونة اكبر، اما بالنسبة للاحماض الامينية فهي تقلل من حدة تصلب الخلايا والزنك بدوره له دور قابض للمسامات.
يشار ايضا الى دور الألوي فيرا في مكافحة حب الشباب نظرا لخواصه المضادة للبكتيرا والخواص القابضة للمسامات مما يقلل من حدة واحتمالية التهاب هذه الحبوب.

◾ الحماية من آثار التعرض لأشعة غاما والأشعة فوق البنفسجية :
لم تعرف آلية العمل على وجه التحديد بعد ، الا انه قد لوحظ تكون بروتين المتالوثيونين وهو مضاد للاكسدة على أثر دهن البشرة بهلام الالوي فيرا مما يعمل على تنشيط جذور الهيدروكسيل ذات التأثير الوقائي ضد الضرر الإشعاعي كما انه له تأثير في استثارة وتثبيط التفاعلات المناعية بالجلد بحيث تحمي الجلد من الاشعة المذكورة .

مضاد للالتهابات :
تم مؤخرا اكتشاف احتواء هلام الالوي فيرا على المركب سي غلوكوسيل كرومون وهو مضاد التهاب يعمل على احباط عمل الساكلواكسيجينيز والبروستاغلاندين وهي المواد الموجودة في اجسامنا والمسؤولة عن تكون الشعور بالألم واعراض الالتهاب .

◾ النظام المناعي في الجسم :
النتائج المستخلصة من التجارب التي اجريت على الفئران اثبت فعالية مكونات الألويفيرا في تنشيط الجهاز المناعي بالجسم لمكافحة الساركوما ( ورم سرطاني خبيث ) وذلك بواسطة انتاج الاجسام المضادة ومنها الانترليوكين والتي بدورها تعمل على تحفيز الخلايا المناعية لمهاجمة الخلايا السرطانية ودحر تقدمها . 

◾ الجهاز الهضمي :
تعمل مكونات الانثراكوينين على زيادة المحتوى المائي بالامعاء وتنشيط افراز المواد اللزجة المخاطية وزيادة الحركة الدودية مما يساعد على تليين المحتوى المعوي وعلاج الامساك .

◾ النشاط المضاد للفيروسات :
وتعمل هذه الخاصية بطريقة مباشرة او غير مباشرة ، ففي الطريقة المباشرة تعمل الانثراكينونز على شل فعالية الفيروسات المتحوصلة مثل فايروس الهربس والحماق والانفلونزا ، واما الطريقة الغير مباشرة فيأتي أثرها عبر تنشيط النظام المناعي في الجسم .

النشاط المضاد للأورام السرطانية :
اثبتت الدراسات الحديثة على فئران التجارب فعالية المكونات عديدة السكريات الموجودة في هلام الالوي فيرا في مكافحة ارتباط بعض المواد المسرطنة بالخلايا الكبدية وغيرها


 ◾ التطهير ومكافحة الجراثيم : 
يحتوي هلام الألوي فيرا على الكثير من المواد المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة و المطهرة والمكافحة للبكتيريا والفيروسات والفطريات ومن اهمها حمض الساليسيليك ، ونيتروجين اليوريا و الفينول و الكبريت .

الخلاصة أن هلام الألوي فيرا يحتوي على العديد من المواد الفعالة لمكافحة وعلاج الكثير من الامراض ، الا ان الاسلوب العلمي الحديث يتطلب تطبيق واثبات هذه النظريات عمليا على المرضى في حين ان الطريقة المتبعة في تطبيقات هذه المادة تتبع الاسلوبين التاليين :



  • الاستخدامات المبنية على الأدلة العلمية : تم اختبار هذه الاستخدامات في البشر أو الحيوانات ولا يوجد حتى الآن ما ينفي او يعزز بشكل قطعي سلامة وفعالية الالوي فيرا في الامراض مجال البحث ومنها على سبيل المثال (التهاب القولون التقرحي ، الهربس التناسلي ، التهاب الجلد الإشعاعي ، الوقاية من السرطان .... وغيرها ).

  • الاستخدامات المبنية على النظريات والموروث الشعبي: تستند هذه الاستخدامات على التقاليد والتجارب وعلى أو نظريات علمية غير مكتمله وغير نهائية ولم تثبت السلامة والفعالية فيها ومنها ( الالتهابات الجلدية البكتيرية والفطرية ، الالتهابات الطفيلية ، والذئبة الحمامية الجهازية ، والتهاب المفاصل .... وغيرها ) .
من هنا وكما ذكرنا تتعدد سبل الاستفادة من الألوي فيرا اما بتطبيق منتجاته (الهلام) بشكل سطحي ظاهري على البشرة او عن طريق تناوله عبر الفم ايضا على هيئة عصير أو باضافته الى العصائر الطبيعية حتى يكون مستساغا وسهل البلع .

ما هو هلام ( جيل ) الألوي فيرا ? 

كما أسلفنا فان جيل أو هلام الألوي فيرا هو سائل هلامي يتواجد في لب اوراق الألوفيرا داخل الطبقة الداخلية للورقة وهو يعتبر المكون الاكثر نشاطا بيولوجيا في النبتة ويحتوي على المكونات الاكثر فعالية للاستخدامات الصحية.

وفيما يلي الاستخدامات الأكثر شيوعا للهلام:

◂ بلسم للبشرة .
تعرف الألوفيرا بقدرتها على معالجة حروق الشمس ولعب دور في علاج الكثير من الأمراض الجلدية ومنها الصدفية والوردية والتقرحات الجلدية والتهابات البشرة عامة اضافة الى دوره في تسريع عملية إلتئام الجروح السطحية وتجديد خلايا البشرة نظرا لما تحويه من مواد مضادة للبكتيريا والاكسدة وتعمل على تطهير الجلد وتجديد الخلايا .

وهذا يعزز المعتقد السائد لاحتواء الألوفيرا على مركبات نشطة وفعالة في تجديد انسجة الجلد السطحية وتعزيز عمليات النمو ومحاربة البكتيريا ومكافحة الالتهابات.

 علاج القروح الباردة و قروح الهربس.
القروح الباردة (Cold sores) وهي التقرحات التي تظهر غالبا على الشفاه وحول الفم والانف نتيجة التهاب بسبب فيروس الهربس سيمبلكس وغالبا ما تكون مصاحبة لنزلات البرد والتهابات الجهاز التنفسي والتي تعود اسبابها لفيروسات من انواع اخرى كالبيكورنا فيروس . ان التطبيق اليومي للجيل ليس كفيلا بتخفيف اعراض القرح المؤلمة والمزعجة وحسب بل تعمل ايضا على تسريع عملية الشفاء التام منها .

وتعود هذه الخاصية الى تركيبة الهلام المحتوي على كميات كبيرة من فيتامينات B1, B2, B6, C والمضادات الفيروسية ومضادات الالتهاب ذات الدور الكبير في مكافحة الالتهاب وتحفيز الجسم لافراز الاجسام المضادة المناسبة.

◂ علاج الحروق :
الألوي فيرا هو الأكثر استخداما كعلاج موضعي للحروق على صعيد العلاجات البديلة حيث يتم تطبيق الهلام على الجلد مباشرة وقد عرفت هذه التقنية منذ زمن بعيد وهي تستخدم للحروق الحرارية من الدرجتين الاولى والثانية بما في ذلك حروق الشمس حيث لوحظ تسارع وتيرة الشفاء قياسا بالعلاجات التقليدية .

◂ صحة الشعر وفروة الرأس :
توفر الألوي فيرا الغذاء الصحي لجلدة الراس وبصيلات الشعر نظرا لمحتواها الغني بالمعادن الاساسية والفيتامينات الطبيعية . وبالتالي تعمل على تنشيط البصيلات المهددة بالتلف وتزويد البصيلات الجديدة بالاحتياجات اللازمة للنمو الصحي .
    كما يمكن استخدام الجل على فروة الرأس للتخلص من خلايا الجلد الميتة و تعزيز تجدد ونمو خلايا الجلد الجديدة ، والتخلص من مشكلة قشرة الرأس وتفادي حدود الجفاف بفروة الرأس.

هذا بالنسبة للهلام ... أما عصير الألوي فيرا :
عصير الألوي فيرا هو سائل ثخين و لزج مستخلص من لب نبات صبار الألوي فيرا يختلف بطبيعته عن الهلام وله العديد من الفوائد الصحية المتميزة.

◾ خفض نسبة السكر في الدم.
لوحظ ان تناول عصير الألوي فيرا له دور في خفض نسبة السكر في الدم وان تناوله الى جانب أدوية السكر المعتادة قد يكون اضافة فعالة لتحقيق نتائج جيدة ولكن يجب توخي الحذر ومتابعة قياس نسبة السكر بالدم خشية انخفاضه لمستويات ضاره ، هذه التجارب ما زالت قيد الدراسات والابحاث ولم ترتقي بعد لدرجة اعتماد الالوي فيرا كعلاج بديل ومستقل بحد ذاته وانما هي كافيه لاعتبارة علاج تكميلي.

علاج الإمساك وسوء الهضم.
ان احتواء الالوي فيرا على مادة الأنثراكينونز Anthraquinones وهي مادة محفزة لعملية تقلص الامعاء ( الحركة الدودية ) تساعد على التخلص من حالات الامساك كما وتعمل على تسهيل عملية الهضم للذين يعانون من عسر الهضم.

ارتجاع المريء Gastroesophageal reflux disease (GERD)
يعد هذا المرض ظاهرة آخذة في الانتشار وتتمثل في ارتجاع جزء من المادة الغذائية من المعدة باتجاه عكسي نحو المريء وهو أمر ينطوي على الكثير من الازعاج متمثلا في آلام وحرقة في راس المعدة ، وقد تم تجربة تناول عصير الألوي فيرا وكان له نتائج ايجابية لتقليل هذه الاعراض.

 مكافحة بلاك الاسنان ( اللويحات ) :
يعتبر تشكل اللويحات وتسوس الأسنان وامراض اللثة من المشاكل الصحية الشائعة جدا في جميع فئات المجتمع والتي لم يكتشف لها حل شافي حتى الآن ، ولذلك يتم التركيز على العنصر الوقائي لتفادي حصول هذه الآفات باستخدام الغسولات الفموية المحتوية غالبا على مركب الكلوروهيكسدين والذي يعمل على الحد من تراكم البلاك (الأغشية الحيوية البكتيرية) على الأسنان وعند اجراء مقارنة تجريبية لتطبيق غسول فموي مكون من الألوي فيرا تبين نجاح هذا الغسول بنسب تضاهي نتائج الكلوروهيكسدين في منع تراكم الترسبات السنية.

طريقة زراعة نبات الألوفيرا في المنزل
الاعراض الجانبية وموانع الاستعمال :
يمنع استخدام الالوي فيرا في حالة وجود تحسس لدى المريض .
 الأعراض الجانبية المحتملة كنتيجة للإستخدام الموضعي : عند الرغبة في استخدام هلام الالويفيرا على البشرة فيفضل تجربته اولا على مساحة صغيرة من الجلد للتاكد من عدم وجود حساسية ، فهناك احتمالية للتسبب ببعض ردود الافعال الجلدية اذا كان لدى الشخص حساسية على احد مكونات الهلام ، كما انه من المحتمل حدوث اعراض مثل الشعور بالوخز والاحمرار والحرقان.

 الاعراض الجانبية المحتملة كنتيجة للإستخدام عن طريق الفم : ان الاستخدام المبالغ فيه للعصائر المركبة من الالوي فيرا قد يتسبب في بعض الاعراض الهضمية كالاسهال والمغص واحمرار البول وقد تؤدي في بعض الحالات الي التهاب الكبد وكذلك التعود المفضي الى زيادة حدة الامساك عند الانقطاع عن تناول العصير ، كما انه قد سجلت حالات لزيادة احتمال الاصابة بسرطان القولون والمستقيم عند الاستخدام المطول والمبالغ فيه ، اخيرا قد يحدث هناك انخفاض لمستوى البوتاسيوم في الدم نتيجة فقدان كم كبير من الشوارد بفعل التأثير الملين لعصير الالوي فيرا .

 الحمل والرضاعة الطبيعية : تحتوي الألوي فيرا على مواد قابضة لذا يفضل عدم تناولها من قبل الحوامل لتلافي امكانية حدوث الاجهاظ او النزيف . كما انه لا يفضل تناولها اثناء ارضاع الاطفال فقد تسبب حاات من الاسهال والمغص للرضع .

من هنا يجب أخذ هذه الامور بعين الاعتبار والتعامل بحذر مع هذه المادة مثل سائر الادوية والنباتات العلاجية بحيث يلزم أولا˝ تلافي الاستخدام المطول والمفرط والتاكد من عدم وجود حساسية لمكوناته.

التفاعلات الدوائية :

  • الألوي فيرا يزيد من امتصاص الكريمات الجلدية المحتوية على المواد الستيرويدية كالهيدروكورتزن ولذا يجب اخذ هذا بعين الاعتبار .
  • الألوي فيرا يقلل من فعالية الادوية المنظمة لنبضات القلب كالديجوكسين نظرا لما يمكن ان تسببه من انخفاض مستويات البوتاسيوم بالدم .
  • كما يجب تجنب استخدام الألوي فيرا الى جانب مدرات البول مثل الفيوروسيمايد لتجنب هبوط مستوى البوتاسيوم بالدم .
  • الألوي فيرا يخفض مستوى السكر بالدم وهذا يوجب الحذر بالنسبة لمرضى السكر الذين يتعاطون الانسولين او اي ادوية خافضة للسكر.


سلبيات الألوي فيرا والاحتياطات اللازمة.

رغم الكثير من الايجابيات التي تحسب للألوي فيرا الا انه لا بد من التنبيه الى وجود بعض السلبيات ومنها .
أن تناول الالوي فيرا مفيد بالنسبة لمرضى السكر ، الا ان نتائجه قد تكون عكسية للذين يعانون من حالات انخفاض السكر أو في حالة المبالغة في تناول كميات كبيرة من قبل مرضى السكر.
كذلك ينبغي توخي الحذر بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الاسهال أو في حالات الاستهلاك المفرط للألوي فيرا فان ذلك قد يؤدي الى حالات من المغص وزيادة الاسهال ، ولذلك فعلى المرضى الذين يعانون من هذه الاعراض عدم تناول الألوي فيرا أو تناولها باعتدال خشية فقدان السوائل والاملاح الاساسية للجسم .

من هنا تجدر الاشارة الى أن الألوي فيرا مغذي وعلاج ذو فائدة وفعالية كبيرة ولكنه ليس العلاج المطلق لكل الأمراض كما اعتقد القدماء وليس العلاج السحري كما يعتقد البعض في هذه الايام ، ولذا يلزم التنويه الى ان الحاجة ما زالت قائمة لاجراء المزيد من الابحاث والتجارب على الاستخدامات العلاجية للألوي فيرا .

*************************************

المراجع References 

National Center for Biotechnology Information USA

Organicdailypost.com
Medicalnewstoday.com
Indian journal of Dermatology


    أبحاث ذات صلة بقلم الدكتور سفيان تركي العديلي  ◀ ◀