التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية
وقد دلت الدراسات ان جميع الحضارات القديمة ومنها الحضارة الفرعونية وحضارة ما بين النهرين والحضارة الفينيقية واللاتينية والافريقية والهندية والصينية وكذلك حضارات قبائل امريكا الجنوبية قد استخدمت الاعشاب والنباتات في علاج الامراض وفي عمليات الغسيل والتطهير والتعقيم وقد وصل الامر عند البعض لبناء قناعات واعتقادات مبالغ فيها وبعيدة عن الواقع .
ونظرا لما تزخر به مواقع التواصل الاجتماعي حاليا من مقالات ومدونات حول الاستطباب بالاعشاب وما تحويه من معلومات كثير منها صحيح ولكن يتخلله ايضا الكثير من المبالغة في تضخيم الفوائد المرجوة من بعض النباتات حتى اصبح موضوع القضاء على مرض السرطان والسكري وغيرها يبدو وكانه في متناول اليد مما يشيع آمالا كاذبة ومما يؤدي الى انتكاسات عضوية ونفسية لبعض المرضى ، من هنا ارتأيت الشروع في تناول هذا الموضوع على نحو معتدل بعيدا عن الآمال الزائفة ومتوخيا الحذر من ايهام المرضى بان العلاج بالاعشاب هو بديل للعلاج الطبي التقليدي وانما التأكيد على انه علاج تكميلي في حالات وبديل في حالات اخرى ، ولذا يتوجب على كل قارىء ومستخدم للاعشاب الرجوع الى طبيبه المعالج قبيل تناوله اي علاجات مكملة او بديلة لتلافي تعارضها مع علاجاته التقليدية وحالته الخاصة ، كما انه يلزم التنويه ان هذه المقالات لا تغني عن استشارة الطبيب ولا تعتبر وصفات رسمية للعلاج.
بقلم الدكتور: سفيان تركي العديلي
طبيب و باحث في مجال الطب التكميلي و الطب البديل.
هذه هي الحلقة الثانية من مدونتي " الاعشاب والنباتات الطبية " والتي سيتم من خلالها بيان الخصائص العلاجية لبعض الاعشاب والنباتات السائدة، والفائدة العملية المرجوة منها الى جانب كيفية زراعتها وتحضيرها واستخدامها .
موضوعنا اليوم حول نبات الزعتر وسوف اتناول في الحلقات القادمة المزيد من النباتات الدارجة والسائدة آملا لكم قراءة ممتعة وراجيا عدم التردد في التواص معي او مع ادارة الموقع في حالة وجود اي استفسار .
الزعتر (الصعتر).
ويطلق عليه اسم معطر الجبال نظرا للرائحة الزكية القوية التي يشيعها بالمناطق الجبلية والوديان .الاسم الانجليزي للزعتر هو Thyme والاسم اللاتيني العلمي هو Thymus vulgaris
والزعتر نبتة بسيطة لا يكاد يخلو بيت من بيوتات بلاد الشام من مكوناته أكانت اوراقا طازجة او مجففة او مسحوقا من الاوراق الجافة مضافا لها اعشاب ومكونات اخرى او على هيئة زيت عطري مستخلص منها يسمى ثايمول ، وقد قمت باختيار الزعتر في هذه الحلقة من سلسلة مقالات الاعشاب والنباتات الطبية لما لهذه النبتة من اهمية وفوائد كبيرة ، وكذلك لسهولة زراعتها والاعتناء بها بهدف تشجيع الخوة في كل مكان على زراعتها والاستفادة منها على الصعيد الغذائي والعلاجي . وهذا ما ساتناوله بالتفصيل .
الوصف:
الزعتر او الصعتر هو عشبة معمرة دائمة الخضرة ، وتنتمي إلى جنس الصعتريات / عائلة النعناع ، وهو نبات صغير الحجم يصل ارتفاعة الى 60 سم ويتكون من سيقان غضة تحمل وريقات يتراوح لونها بين الاخضر الغامق والفاتح وتنتج زهور بيضاء او أرجوانية أو وردية . هناك أكثر من 300 نوع مختلف من الزعتر ، ويعود هذا التنوع الى سهولة حدوث طفرات تهجين طبيعية لهذه النبتة وظهور انواع جديدة .الزعتر معروف بغنى مكوناته وغزارة فوائدة الطبية وتتركز مواده الفعالة في :
- الأغصان والاوراق و الزهور: وهي غنية بالحديد والبوتاسيوم والكالسيوم والمنغنيز والسيلينيوم والمغنيسيوم وكلها ضرورية لوظائف الجسم الطبيعية. كما يعد الزعتر مصدرًا جيدًا للفيتامينات ، خاصةً فيتامينات المجموعة ب ( B complex ) ، وفيتامين ك وفيتامين ج ( Vit C ) وحمض الفوليك. من هنا تاتي اهمية الزعتر في الوقاية من حدوث مرض فقر الدم لاحتوائه على الحديد وفيتامينات B وحامض الفوليك .
- زيت الاساس الثايمول ( Thymol ) : وهو زيت أساسي له خصائص مطهرة ومضادة للفطريات كما يحتوي على مواد فينولية مضادة للأكسدة مثل زياكسانثين ( Zeaxanthin ) ، لوتيولين (Luteolin ) ، أبيجينين ( Apigenin ) ، نارينجينين ( Naringenin ) ، ثيومونين ( Thymonin ).، بي سيمين (Cymene) ، الميرسين (myrcene) ، البورنيول (borneol) ، اللينالول (linalool).
هذا ويتم الحصول على زيت الزعتر بواسطة تقنيات صناعية خاصة الا انه يمكن ايضا انتاجه منزليا باسلوب بسيط وذلك بوضع كمية من الزعتر المجفف في اناء زجاجي ( مرتبان او قارورة ) ومن ثم يتم اضافة كمية من زيت الزيتون بحيث تغمر اوراق الزعتر ثم يترك لمدة لا تقل عن اسبوعين تحت اسعة الشمس المباشرة وبعد ذلك يتم تصفيته واستخدامه.
وقد استعملت أوراق وأزهار وزيت الزعتر بفضل هذه المكونات بشكل فعال لعلاج الأمراض والعلل مثل نزلات البرد والسعال وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى كما يستخدم في مستحضرات غسول الوجه والمضمضة و مكافحة حب الشباب نظرا لخواصه المضادة للجراثيم ، يضاف الى ذلك المساعدة على المحافظة على ضغط الدم الشرياني وعلى بنية صحية للجسم والعظام . وسوف يتم التطرق بنوع من التفصيل للاستطبابات بعد بيان القيمة الغذائية للزعتر.
القيمة الغذائية للزعتر:
الزعتر غني بتشكيلة من المركبات بحيث اننا سنجد المواد التالية في كل 100 غرام .- السعرات الحرارية : 101 كالوري.
- الدهون : 1,7 غرام ..
- مواد كربوهايدراتية : 24 غرام .
- بروتين : 6 غرام .
- الصوديوم 9 ملغرام.
- بوتاسيوم : 600 ملغرام .
- كالسيوم : 405 ملغرام .
- الحديد : 17,5 ملغرام .
- الفسفور : 106 ملغرام .
- الزنك : 1,80 ملغرام .
- اضافة الى الصوديوم والنحاس والمنغنيز والسيلينيوم
- فيتامين أ ( Vit A ) : 4751 وحدة دولية .
- فيتامين ج ( Vit C) : 160 ملغرام
- فيتامين ب 6 ( Vit B6 ) : 0.35 mcg
استخدامات الزعتر:
- الاستخدامات الغذائية
- الاستخدامات الصحية والعلاجية .
- استخدامات اخرى .
1 - الاستخدامات الغذائية للزعتر :
الزعتر مادة غذاية كثيرة الاستهلاك في البلاد العربية ويعد من العناصر الرئيسية لمائدة للافطار اليومي في بلاد الشام مصحوبا برفيق دربة زيت الزيتون. وتتعدد صورالاستهلاك باشكال تحضيراته وفيما يلي اهمها :- يستهلك كمشروب وذلك على صورة شاي وافضل طرق تحضيرة تتم باضافة معلقة كبيرة من اوراق الزعتر الخضراء او الجافة الي 200 مل من الماء المغلي ثم تركة منقوعا لمدة 7 الى 10 دقائق.
- يستخدم في المعجنات على شكل فطائر من العجين ممزوجة باوراق الزعتر الخضراء او الجافة المنقوعة بالماء مسبقا.
- يستخدم في مخبوزات المناقيش الشهيرة في بلاد الشام وكمطيب للخبز ( الباغيت والخبز الريفي الاوروبي ) مضافا الى الروز ميري .
- يستخدم كنوع من البهارات والمطيبات التي تضاف الى مشاوي الدجاج واللحوم والسمك.
- تضاف كمطيب طعام الى العديد من الاطباق وهو عنصر كثير الاستخدام في المطبخ اليوناني والاسباني والايطالي مع انواع البيتزا والمعكرنة وكل انواع الباستا .
2 - الاستخدامات الصحية للزعتر:
للزعتر تاريخ حافل باعتباره عشبة طبية لدى جميع الحضارات ، فقد استخدمه الفراعنة في التحنيط كذلك استخدمه الصينيون والاغريق والرومان في العديد من الاستطبابات وحديثا درج استعماله عالميا وعلى نطاق واسع بصورته المالوفه او كمكون في تركيبات الادوية التقليدية كعلاج اساسي او وقائي وكذلك كعلاج بديل او تكميلي كما في الحالات التالية .الجهاز البصري ( النظر والعيون ) :
الزعتر غني بفيتامين أ ( Vit. A ) ، وهو فيتامين قابل للذوبان في الدهون ومضاد للأكسدة ومفعولة ضروري لتعزيز والحفاظ على الأغشية المائية العينية والجلدية ( Mucosa ) . وبالتالي يساعد الزعتر على المحافظة على الرؤية و تحسينها وذلك بمكافحة عمل المواد المؤكسدة وتاخير تأثيرها على خلايا الجسم .
الجهاز التنفسي :
يعمل الزعتر كمطهر وكمضاد طبيعي مما يجعل منه علاجًا فعالًا لأمراض الجهاز التنفسي مثل السعال والسعال الديكي والتهاب القصبات والشعب الهوائية والربو حيث يعمل على تهدئة السعال والكحة وتليين المخاط الشعبي ( البلغم ) وتسهيل قشعه وطرده وذلك بفعل مادة الكارفكرول وكذلك لعلاج نزلات البرد والتهاب الحلق والبلعوم والحنجرة و اللوزتين . ومن اهم العلاجات التي تحتوي على الزعتر بصورة رئيسية شراب السعال الشهير برونشيكوم .
علما ان افضل طريقة للاستفادة من الزعتر لحالات الجهاز التنفسي هي تناول الزعتر كمشروب ( شاي الزعتر ) مضافا اليه العسل الطبيعي وعصير الليمون الحامض.
الجهاز الهضمي :
الزعترمن المواد الفاتحة للشهية وهو يعمل عل تنبيه المعدة ويمنع التخمر وهو طارد للغازات والديدان بفعل زيوته الطيارة ويساعد على الهضم وامتصاص المواد الغذائية . كما ان له دورا في القضاء على الجراثيم في القولون والامعاء ويساعد في القضاء على الاميبا المسببة للدوزنتاريا .
كما تعمل مكوناتة من الفينولات على تسكين آلام المعدة والقولون العصبي ، ولمكوناته من الألياف دور في تسهل عمليّة الهضم، والتخلص من الإمساك .
البشرة والتعامل مع حب الشباب :
يحتوي الزعتر على مواد مطهرة وقابضة ومضادة للاكسدة ولذا فالزعتر يحمي البشرة من ظهور التجاعيد المبكرة ، ويزيد من رطوبة الجلد ، كما ويساعد على القضاء على البثور السوداء وحب الشباب مما يمنع المضاعفات الالتهابية البكتيرية لحب الشباب حيث اثبتت فعاليته ضمن دراسة اعدتها جامعة Leeds Metropolitan University.
هذا ويستعمل زيت الزعتر مخففا بالماء لهذه الاغراض و للمساج ولتنظيف وتقشير وتجديد خلايا البشرة ايضا .. كما ان له دورا في تحفيز عملية التعرق والتخلص من المواد السامة في الجسم .
تعزيز نمو الشعر ومكافحة تساقطه :
ان ايصال العناصر الغذائية إلى بصيلات الشعر أمر حيوي وضروري لنمو الشعر والحفاظ عليه والزعتر يساعد بشكل اساسي على تحفيز وتحسين الدورة الدموية في فروة الرأس وذلك عن طريق استخدام زيت الزعتر العطري مخففا او مخلوطا بعناصر اخرى لتسهيل ايصال العناصر الغذائية الى بصيلات الشعر عبر فروة الرأس ، وعلاوة على ذلك له تأثير في معالجة القشرة نسبة الى خصائصه المضادة للبكتيريا.
هذا ويمكن تحضير خلطات فروة الراس منزيلا بطريقتين رئيسيتين وهما :
✓الطريقة الساخنة : وتتم باضافة كوب من اوراق الزعتر المجفف الى اربعة
اكواب ( لتر واحد ) من الماء وغليه على النار حتى ترتفع اوراق الزعتر الى
سطح الماء ويصبح لون الماء اصفر مخضر ، عندها يتم تصفية المحلول وحفظه
في رشاش يدوي حيث يتم رش فروة الراس مع عمل مساج يومي .
✓الطريقة الباردة : يتم طحن اوراق الزعتر طحنا دقيقا ويضاف ما مقدارة
ملعقة طعام كبيرة من المسحوق الى 250 مل ( كوب ) من الماء البارد و تترك لمدة 24 ساعة داخل الثلاجة ثم يتم تصفية المحلول وحفظه في رشاش
يدوي حيث يتم رش فروة الراس مع عمل مساج يومي قبل النوم .
صحة الفم الاسنان واللثة :
معظم المستحضرات المستخدمة في علاج ترهلات اللثة والتهابات الاغشية المبطنة لتجويف الفم تحتوي على زيت الثايمول ( Thymol ) ومشتقاته وكذلك الامر بالنسبة لمعاجين الاسنان ، وعلى ذلك فانه يمكن استعمال الزعتر بصورته المألوفة سواء كان اوراقا او زيتا لهذه الغاية وكذلك كعامل وقائي لتسوس الاسنان .
والطريقة الاسهل لجني فائدة الزعتر هي مضغ الاوراق ، ولمن يطيقوا طعم ورائحة الخل يمكنهم نقع ما مقداره معلقة طعام من اوراق الزعتر بالخل ومن ثم مضغها عدة مرات في اليوم لتطهير جوف الفم ولتسكين آلام الأسنان واللثة المترهلة .
كما يمكن استخدامه كمنقوع بحيث يضاف مقدار ملعقة صغيرة من الزعتر إلى كوب من الماء المغلي ويترك لمدة 5 دقائق او حتى يفتر ثم يصفى ويستعمل كغرغرة كل 4 الى 6 ساعات ..
يضاف الى ذلك ان رائحة الزعتر الزكية تجعل منه معطرا طبيعبا للفم ومزيلا لرائحة الفم الكريهة بحيث يمكن مضغ الزعتر او شربه للتمتع بنفس زكي وغير منفر .
صحة العظام :
الزعتر مصدر ممتازاً لفيتامين K ومصدر جيد للحديد والكالسيوم والمنجنيز ، حيث تلعب هذه المعادن دوراً حاسماً في صحة العظام ، وتحفز نمو وتطور العظام بشكل سليم كما تخفف من خطر الاصابة بامراض ترقق العظام وغيرها من الامراض .
صحة القلب والشرايين :
أوراق الزعتر غنية بالبوتاسيوم والمواد المضادة للاكسدة ولذا فللزعتر دور في المحافظة على صحة القلب والاوعية الدموية بشكل عام وعلى تنظيم نبضات القلب و معدلات ضغط الدم بشكل خاص ، إلى جانب قدرته على تخفيف حدة التوتر والاضطرابات العصبيّة وتقليل معدلات الكولسترول الضار، وزيادة نسبة الكولسترول النافع في الدم مما يؤدي كمحصلة الى الوقاية من ارتفاع الضغط والجلطات الدموية .
مضاد حيوي طبيعي :لمكونات الزعتر خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات ولذا فهي تساعد على القضاء على الالتهابات والامراض الناتجة عن البكتيريا مثل بكتيريا ال ( E. Coli ) التي تصيب الجهاز الهضمي كما تبين ان زيت الزعتر له القدرة على مقاومة حتى السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية ولذلك يمكن استخدامه في معظم حالات الالتهابات لتعزيز عمل الجهاز المناعي وكمكمل للمضادات الحيوية التقليدية ، الى جانب ذلك يستخدم زيت الزعتر لتطهير الجلد والبشرة .
عنصر الحديد والوقاية من فقر الدم :
نعلم ان كريات الدم الحمراء هي المكون الاساسي للدم وان دورة الحياة الطبيعية لهذه الكريات هي 120 يوما وعلى ذلك فان نخاع العظم يقوم بتخليق هذه الكريات لتكون جاهزة للاحلال مكان الكريات منتهية الصلاحية . ويعتبر الحديد اهم عنصر لتصنيع هذه الخلايا وحيث ان الزعتر مصدر جيد لامداد الجسم بالحديد فانه يعتبر من المواد التي تساعد على المحافظة على خضاب دم مناسب ومتوازن وعنصر وقاية فعال لمكافحة فقر الدم ، لذا فان تناول الزعتر بصورة متكررة يمد الجسم بالمكونات الطبيعية اللازمة لتخليق كريات الدم الحمراء بصورة دورية تتنايب واحتياجات الجسم.
صحة المرأة :
يتميز الزعتر بخصائص ممتازة مضادة للالتهابات ، كذلك يمتاز بعمله كمهدىء ومرخي للعضلات مما يفيد في علاج تشنجات الحيض والمعدة والقولون ، وأي أشكال أخرى من التشنجات في الجسم.
يعتبر الزعتر من المشروبات المفيدة لصحة المرأة الحامل لاحتوائه على نسبة كبيرة من الحديد الذي تحتاجه المرأة وجنينها، كما يحتوي على فيتامين ج الذي يُعزز مناعتها ضد الأمراض وخاصة نزلات البرد والإنفلونزا ، ولكن يجب استخدامه بحذر عند الحامل لعدم اكتمال الدراسات بهذا الخصوص .
صحة الفم الاسنان واللثة :
معظم المستحضرات المستخدمة في علاج ترهلات اللثة والتهابات الاغشية المبطنة لتجويف الفم تحتوي على زيت الثايمول ( Thymol ) ومشتقاته وكذلك الامر بالنسبة لمعاجين الاسنان ، وعلى ذلك فانه يمكن استعمال الزعتر بصورته المألوفة سواء كان اوراقا او زيتا لهذه الغاية وكذلك كعامل وقائي لتسوس الاسنان .
والطريقة الاسهل لجني فائدة الزعتر هي مضغ الاوراق ، ولمن يطيقوا طعم ورائحة الخل يمكنهم نقع ما مقداره معلقة طعام من اوراق الزعتر بالخل ومن ثم مضغها عدة مرات في اليوم لتطهير جوف الفم ولتسكين آلام الأسنان واللثة المترهلة .
كما يمكن استخدامه كمنقوع بحيث يضاف مقدار ملعقة صغيرة من الزعتر إلى كوب من الماء المغلي ويترك لمدة 5 دقائق او حتى يفتر ثم يصفى ويستعمل كغرغرة كل 4 الى 6 ساعات ..
يضاف الى ذلك ان رائحة الزعتر الزكية تجعل منه معطرا طبيعبا للفم ومزيلا لرائحة الفم الكريهة بحيث يمكن مضغ الزعتر او شربه للتمتع بنفس زكي وغير منفر .
صحة العظام :
الزعتر مصدر ممتازاً لفيتامين K ومصدر جيد للحديد والكالسيوم والمنجنيز ، حيث تلعب هذه المعادن دوراً حاسماً في صحة العظام ، وتحفز نمو وتطور العظام بشكل سليم كما تخفف من خطر الاصابة بامراض ترقق العظام وغيرها من الامراض .
صحة القلب والشرايين :
أوراق الزعتر غنية بالبوتاسيوم والمواد المضادة للاكسدة ولذا فللزعتر دور في المحافظة على صحة القلب والاوعية الدموية بشكل عام وعلى تنظيم نبضات القلب و معدلات ضغط الدم بشكل خاص ، إلى جانب قدرته على تخفيف حدة التوتر والاضطرابات العصبيّة وتقليل معدلات الكولسترول الضار، وزيادة نسبة الكولسترول النافع في الدم مما يؤدي كمحصلة الى الوقاية من ارتفاع الضغط والجلطات الدموية .
مضاد حيوي طبيعي :لمكونات الزعتر خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات ولذا فهي تساعد على القضاء على الالتهابات والامراض الناتجة عن البكتيريا مثل بكتيريا ال ( E. Coli ) التي تصيب الجهاز الهضمي كما تبين ان زيت الزعتر له القدرة على مقاومة حتى السلالات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية ولذلك يمكن استخدامه في معظم حالات الالتهابات لتعزيز عمل الجهاز المناعي وكمكمل للمضادات الحيوية التقليدية ، الى جانب ذلك يستخدم زيت الزعتر لتطهير الجلد والبشرة .
عنصر الحديد والوقاية من فقر الدم :
نعلم ان كريات الدم الحمراء هي المكون الاساسي للدم وان دورة الحياة الطبيعية لهذه الكريات هي 120 يوما وعلى ذلك فان نخاع العظم يقوم بتخليق هذه الكريات لتكون جاهزة للاحلال مكان الكريات منتهية الصلاحية . ويعتبر الحديد اهم عنصر لتصنيع هذه الخلايا وحيث ان الزعتر مصدر جيد لامداد الجسم بالحديد فانه يعتبر من المواد التي تساعد على المحافظة على خضاب دم مناسب ومتوازن وعنصر وقاية فعال لمكافحة فقر الدم ، لذا فان تناول الزعتر بصورة متكررة يمد الجسم بالمكونات الطبيعية اللازمة لتخليق كريات الدم الحمراء بصورة دورية تتنايب واحتياجات الجسم.
صحة المرأة :
يتميز الزعتر بخصائص ممتازة مضادة للالتهابات ، كذلك يمتاز بعمله كمهدىء ومرخي للعضلات مما يفيد في علاج تشنجات الحيض والمعدة والقولون ، وأي أشكال أخرى من التشنجات في الجسم.
يعتبر الزعتر من المشروبات المفيدة لصحة المرأة الحامل لاحتوائه على نسبة كبيرة من الحديد الذي تحتاجه المرأة وجنينها، كما يحتوي على فيتامين ج الذي يُعزز مناعتها ضد الأمراض وخاصة نزلات البرد والإنفلونزا ، ولكن يجب استخدامه بحذر عند الحامل لعدم اكتمال الدراسات بهذا الخصوص .
3 - استخدامات اخرى للزعتر:
✓ معطر للفم.
✓ يدخل في صناعة مزيلات العرق.
✓ يدخل في صناعة الصابون المعطرالسائل والصلب وكذلك في صناعة
الشامبو.
✓ يستخدم في صناعة الكريمات المرطبة والعلاجية .
✓ يدخل في صناعة معاجين الاسنان ومحاليل غسول الفم والغرغرة .
✓ يستخدم كمطهر ويدخل في تركيب مئات الانواع من المطهرات التجارية .
✓ يستخدم في الحماية من الحشرات عن طريق وضع أوراق الزعتر بين
طبقات من الكتان او القطن .
✓ يستخدم في اساليب حفظ اللحوم والخضروات علما ان الزعتر لا يصيبه
التسوس بل ويستخدم منثورا على البقول والخضروات لحمايتها من السوس .
الآثار الجانبية للزعتر:
مثل كافة الأعشاب الأخرى ، يمكن ان تنطوي استخدامات الزعترعلى بعض الآثار الجانبية ، ونظرا لاحتواء الزعتر على مركبات مثل الثيمول والكارفكرول ورغم ان هذه المواد مفيدة جدا لمعظم الناس فان استخدام هذه المواد من قبل من لديهم فرط بالحساسية عليها يمكن أن تسبب تهيج الأغشية المخاطية وبالتالي نوبات من الحساسية على صورة احمرار او تهيج بالبشرة او سعال وما الى ذلك.تناول الزعتر ضمن الكميات الغذائية المعتادة يعتبر آمناً تماماً الا انه من الواجب اخذ الحيطة والحذر وعدم استخدام زيوت الزعتر بصورة مبالغ فيها بواسطة الحوامل نظرا لعدم اكتمال وتوفر الدراسات المؤيدة لذلك ، ولما يمكن ان ينطوي على بعض المخاطر ، ولا تعتبر هذه دعوة للحوامل الى عدم تناول الزعتر وانما وجب الحذر من الافراط بذلك.
زراعة الزعتر:
بدأت زراعة الزعتر واستخداماته في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ، ثم انتشرت بكثافه في المناطق ذات المناخ المعتدل في جميع انحاء المعمورة ، استخدم الزعتر قديما و في العصور الوسطى على نطاق واسع من قبل اليونانيين والفرنسيين ، وفيما كان يعتبر رمزا للاناقة والشهامة بالنسبة لليونانيين فقد مثل رمزا للفروسية والى روح الثورة بالنسبة للفرنسيين ، و كان يستخدم كمطيب في المشروبات الكحولية وفي صناعة الاجبان الفرنسية والتي اخذت شهرة عالمية حتى يومنا هذا .كما انه قد استخدم في اوروبا كعلاج لداء الصرع ( Epilepsy ) ، والحزن ( Melancholy ) ، والطاعون (Plague) ، كذلك استخدم كمطهر طبيعي ميداني في ساحات المعركة خلال الحرب العالمية الأولى.
البيئة الافضل لزراعة الزعتر هي الجو المعتدل والمشمس المائل الى الارتفاع في درجات الحرارة ( 25 الى 30 مئوية ) وفي التربة جيدة التصريف ، يزرع الزعتر في بداية فصل الربيع بواسطة البذور او اشتال ويتم اكثارة عن طريق البذور والعقل وتفسيخ الجذور.
يمتاز الزعتر بقدرته على تحمل الجفاف بل ان ذلك ينتج اصناف اغنى واقوى بالنكهة المحببة للزعتر ، وفي نفس الوقت فان الزعتر يتحمل درجات الحرارة التي تصل لدرجة التجمد وما يلبث ان ينتعش وينمو بعد انتهاء فترات الصقيع مما يجعل منه نبتة غذائية وطبية قابلة للنمو والاكثار في جميع المناطق العربية وان كان يفضل المرتفعات الجبلية والوديان الغنية بالجداول والانهار.
يتم قطف الزعتر وتجميعة وتنظيفة ويمكن استخدامه وهو أخضر طازج او يتم تجفيفه بعد غسله ويحفظ كاوراق مجففة بحيث يكون جاهزا للاستخدام او يدق ويضاف اليه السمسم والسماق وكثير من العناصر الاخرى حسب البلد والذوق ليتم تناوله مع زيت الزيتون النقي وانواع اخرى عديدة من المواد الغذائية .
مع تحيات الدكتور : سفيان تركي العديلي
- كل حقوق النشر والطبع والاقتباس والملكية الفكرية مكفولة للدكتور سفيان العديلي-
اقرا ايضا:
كل ما يخص الخزامى, اللافندر (الفوائد و الاثار الجانبية و طريقة الزراعة).
12 تعليقات
مقالاو بالاحرى بحث مفيد جدا
ردحذفشكرا ليك دكتور سفيان
شكرا للمتابعة
حذففعلا بحث رائع
ردحذفاشكر متابعتكم
حذفMerci docteur soufiane
ردحذفبحث كامل و متكامل حول هذا النبات العطرية. شكرا لك
ردحذفاشكر مروركم
حذفاستعمله دائما مع الشاي
ردحذفصحة وعافية
حذفشكرا لكم
حذفاستعمله دائما مع الشاي
ردحذفاستعمله دائما مع الشاي
ردحذف