- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -  - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - 


  التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية

     بقلم الدكتورسفيان تركي العديلي

     طبيب و باحث في مجال الطب التكميلي و الطب البديل.
---------------------------------------------------

 كباريس اسبينوسا Capparis spinosa 

هي شجيرة القبار او الكبار وتسمى بالانجليزي فلندرز روز أما اسمها العلمي باللاتينية فهو كاباريس اسبينوسا أي الكبار الشوكي ، أوراقها سميكة وكبيرة و أزهارها بيضاء موشحة باللون الوردي ، الجزء المستخدم منها للأغراض الغذائية هو براعم الزهور والاوراق وغالبا ما يتم تناول البراعم على شكل مخللات يتم اضافتها في وصفات مطبخ البحر المتوسط الى العديد من الوصفات ومنها البيزا الشهيرة في ايطاليا بينما تستخدم اوراقها في بعض انواع السلطات اليونانية .في حين تستخدم الاجزاء الاخرى كالجذور في بعض الوصفات العلاجية وفي صناعة الادوية ومستحضرات التجميل .
الى عهد قريب كان يعتقد في منطقتنا ان هذه النبتة ضارة وكان اقتلاعها وازالتها يعتبر سلوكا حكيما وصحيحا عند معظم أهل الريف ،هذه النبتة قوية ومقاومة لكل الظروف ونظرا لكونها نبتة غير مرغوبة وبسبب حملات المزارعين ضدها وتمشيا مع نظرية الصراع من أجل البقاء  فقد كيفت نفسها للنمو في اصعب الظروف ووجدت في جوانب الطرق وسفوح الصخور والمناطق الصخرية المرتفعة وحتى العارية منها موطنا مناسبا لتكاثرها بعيدا عن أعين المزارعين  ولذا فقد نجدها وقد شقت سبيلها من رحم صخرة صلدة أو في المحاجرالمهجورة وقمم الجبال بعيدا عن معاملة البشر السيئة لها .
 يعتقد ان منطقة البحر الأبيض المتوسط هي الموطن الاصلي لهذه النبتة وهي تنمو بشكل كبير وتلقائي في اسبانيا وايطاليا وفي بلاد الهلال الخصيب وشمال افريقيا.

وصف النبتة
نبتة القبار شائكة ومتعددة الفروع ، اوراقها مستديرة الى بيضاوية وهي  سميكة ولامعة ، زهورها جميلة ورائحتها عطره ، لها أربعة بتلات يمتزج بها اللون الابيض والوردي ويخرج منها أسدية طويلة ذات لون بنفسجي جميل ، الجزء المستفاد منه هي البراعم والثمار والاوراق والجذور.
البراعم: يتم قطفها وهي صغيرة بحجم حبات الذرة ولونها اخضر يشبة لون ثمار الزيتون وبعد القطف يتم وضعها في محلول الخل والملح.
الثمار: لها نفس الاستخدامات وتسمى توت القبار.
الأوراق: يتم اختيار الاوراق الخضراء اليانعة لاضافتها الى السلطات الربيعية.
الجذور: تكمن اهمية الجذور في الاستخدامات العلاجية وهي لا تستخدم كمادة غذائية .
نبات القبار كباريس اسبينوسا Capparis spinosa


الظروف البيئية 
 ليس للنبتة متطلبات بيئية خاصة بل بالعكس هي شجرة تنمو في الظروف الصعبة والجافة والقاسية لدرجة انه يمكن ان تبرز وتنمو من خلال جدار اسمنتي بين الشقوق وربما كان هذا هو الداعي لمقاومة المزارعين لها واعتبارها نبتة غير مرغوب بها متجاهلين قيمتها الغذائية وجدواها الاقتصادية . وفي بعض البلدان تم تطويع هذه النبتة للاستفادة منها وأصبحت تشكل موردا ماليا ومصدر رزق لاصحابها مستغلين امكانية استخدامها في المجالات الصناعية والطهي .
 تنتشر حاليا زراعة هذه النبتة بشكل تجاري في اسبانيا والمغرب وتركيا وايطاليا حيث يتم استغلالها اقتصاديا في حين تتواجد في بلاد الشام وخاصة فلسطين ولبنان وفي جبال الهند وحتى في مرتفعات هيمالايا ولكن استخداماتها محدودة .

الحصاد 
تمتد فترة الحصاد في المزارع المستنبته الى ثلاثة اشهر بالسنة حيث يتم جني البراعم والثمار ليتم الاستفادة منها في أعمال الطهي كمطيب للطعام بعد ان يتم تخليلها وحفظها في قوارير زجاجية صغيرة وتباع باثمان عالية ، حتى ان اوراقها الخضراء الطازجة تستخدم ايضا كمكون في السلطات اليونانية وتضفي عليها نكهة خاصة.
يفضل ان يتم جني البراعم بشكل يومي ويتم تخليلها وذلك حتى نحصل على البراعم في المراحل الانسب من ناحية الحجم بحيث انه كلما زاد حجم البرعم تقل قيمته السوقية وان الافضلية هي للبراعم الصغيرة .
يشار هنا الى انه يوجد سلالات من القبار البري السام ولذا يلزم التيقن من كون البراعم من نبتة غير سامة كما انه يلزم الحذر من اشواك هذه النبتة لانها قاسية ومؤلمة.

طرق الاكثار 
الطريقة التجارية لزراعة القبار من الصعب اتباعها في البيوت ومن قبل الهواة ذلك انها تتطلب تحضيرات في اجواء محسوبة من ناحية درجة الحرارة والرطوبة بسبب الطبيعة الخشبية لسيقان هذه النبتة وصعوبة السيطرة عليها ، لذا يفضل زرعها من خلال بذور الثمار الناضجة حيث تنمو بسهولة كبيرة في تربة جيدة التصريف ويبدأ ظهور الشتلات خلال اسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
أما على المستوى التجاري فتشتهر كل من اسبانيا وتركيا بزراعتها ويصل حجم انتاج البراعم الى خمسة آلاف وخمسمائة طن سنويا .

القيمة الغذائية :
القيمة الغذائية لكل 100 غرام 
الطاقة : 96 كالوري ( سعر حراري )
الكربوهايدرات : 5 غرامات
السكريات : 0،4 غرام
الالياف : 3 غرامات
الدهون : 1 غرام
البروتين : 2 غرام
الفيتامينات : تحتوي على نسب متفاوته من مجموعة فيتامينات ب (  بي ) 1،2،5،3،6،9
وفيتامين ج ( سي )  وفيتامين هاء ( اي ) وفيتامين ك ( كيه ).
المعادن : وتشمل الكالسيوم والحديد والصوديوم .
الماء : ويشكل أكثر من 83 % من الاجمالي.
كما يحتوي القبار على البوليفينول ومن ضمنه فلافونيد الكيرستين والكامفيرول الأنثوسانينس.

استخدامات القبار
الاستخدامات المنزلية :
يعتبر القبار عنصرا مميزا في المطبخ الإيطالي ، وخاصة في جنوب ايطاليا ومالطا واليونان واسبانيا حيث يشيع استخدامها في السلطات والبيتزا والمعكرونة وكذلك أطباق اللحوم والدجاج  ، كما تستخدم كعنصر في تحضير صلصة التارتار الشهيرة المصاحبة لأطباق السالمون المدخنة والنيئة . 
نبات القبار كباريس اسبينوسا Capparis spinosa

طعم القبار حامضي ونكهته قوية خاصة بعد امتزاجها بالخل فهي تجمع بين نكهة الفلفل الاسود والخردل وقد يظهر على سطح هذه البراعم بقع بيضاء صغيرة وهي طبيعية وتبرز نتيجة تحول انزيمي اثناء عملية التخليل.

أمل اوراق القبار فيتم جمعها ثم تخليلها أو غليها بالماء وحفظها في قوارير زجاجية وتستعمل كاضافة في السلطات وأطباق السمك وخاصة في اليونان وقبرص حيث تلقى رواجا وشعبية كبيرة

الاستخدامات الصناعية
يستخدم في صناعة مستحضرات التجميل .  
يستخدم كبديل للمنفحة في صناعة الاجبان ذات الجودة العالية.

الاستخدامات العلاجية :
يدور لغط كبير حول جدوى استخدامات القبار علاجيا ففي الوقت الذي يؤكد الكثيرون مدى أهمية وفعالية مكونات هذه النبتة وخاصة لعلاج بعض الامراض السرطانية الا ان ذلك ما زال يحتاج للمزيد من الابحاث والتجارب العلمية ، وعلى ما يبدو فان هذه النبتة تحظى باهتمام كبير في الاوساط العلمية الغربية وانه يعول عليها الكثير في مواجهة كثير من أمراض العصر والملفت للانتباه ان هذه النبتة ليست محل اهتمام وتقدير كاف في بلادنا حتى انني شعرت بكراهية الغالبية لها واعتقاد البعض انها بالغة السوء على الحقول والمباني ومن هنا برز اهتمامي بالبحث عن خصائصها واحتمالية الاستفادة منها ، وفيما يلي بعض الاستخدامات التي يعول على تطويرها واستثمارها رغم ان بعضها ما زالت في مهدها وهناك حاجة لأبحاث ودراسات تجريبية وسريرية لاثبات جدواها.

 التأثيرات الدوائية للقبار
لقد عرفت النباتات الطبية بأنها واحدة من أهم العناصر العلاجية منذ العصور القديمة. وخلال العقدين المنصرمين ، أصبح هناك توجه ملحوظ لايلاء اهتمام خاص للآثار العلاجية للنباتات الصالحة للتناول كمادة غذائية وكيفية تعزيز اثارها الصحية والعلاجية على الجسم ، ومن هذه النباتات شجيرة القبار التي ظهرت على السطح مجددا وان كانت معروفة ومتداولة غلى الصعد العلاجية قديما ، الا انها بدأت باكتساب اهمية خاصة نتيجة بعض الدراسات والاكتشافات الحديثة.
اجريت في الآونة الأخيرة العديد من الدراسات على القبار حيث أظهرت مجموعة موثوقة من الأدلة أن هذا النبات يمتلك تأثيرات بيولوجية عديدة عمل على تصنيفها ضمن مضادات الأكسدة والسرطان ومضاد للبكتيريا وذلك لاحتوائها على كميات متعددة من المكونات النشطة بيولوجيا ومن اهمها مركبات البوليفينول . وقد ورد ذلك في مجموعة من الابحاث الموثقة من قبل المركز الوطني للمعلومات التكنوحيوية الامريكي اضافة الى ان الآثار الجانبية لهذه المكونات ضئيلة ولا تكاد تذكر طالما تم استخدامها بطرق علمية صحيحة بعيدا عن الوصفات الشعبية المبنية على التجربة العشوائية وليس على البحث العلمي والدراسات السريرية.

الخواص الكيميائية والدوائية للقبار
تنصب الابحاث الحديثة على دراسة الاستخدامات العلاجية في الحالات التالية : آلام الاسنان ، ارتفاع الحرارة ، الصداع ، آلام الدورة ، آلام الروماتيزم ، ألام داء النقطة ، الباسور ، عرق النسا ، السكري ، التقرحات ، وبعض امراض الكبد والكلى والامراض الجلدية . 

وفيما يلي بعض نتائج الدراسات الحديثة :
مكافحة مرض السكري
تم اجراء تجارب سريرية على مجموعات من مرضى السكري  من النوع الثاني باعطاء احدى المجموعات 1200 ملغرام من مستخلص نبات القبار وذلك لمدة شهرين حيث تبين وجود انخفاض ملحوظ في مستويات السكر الصباحي بعد الصيام وكذلك معدل السكر التراكمي قياسا بالمجموعة التي لم تتناول مستخلص القبار .

وبهذا فقد اظهرت  هذه الدراسة تحسنا لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر والدهون الثلاثية في الدم ، علما انه لم يتم الابلاغ عن أي تأثيرات سلبية على الكلى اوالكبد في هؤلاء المرضى . ورغم أن الآلية لكيفية حدوث ذلك ليست معروفة تماما الا انه يعتقد ان القبار يقلل من امتصاص المواد الكربوهايدراتية مما يرشح ان يكون له دورا فعالا في مكافحة مرض السكري في المستقبل .

مكافحة السمنة
اثبتت التجارب بالطريقة العلمية ان تناول محلول مستخلص من مسحوق ثمار القبار بجرعة تعادل 20 ملغرام / لكل كيلوغرام قد ادى الى انخفاض في وزن حيوانات التجارب بعد اسبوعين فقط من تناول هذا المستخلص . ويعتقد انه من الممكن استخدام هذه النبته لمكافحة السمنة علما ان ذلك بحاجة الى مزيد من الدراسات والتجارب.

خفض الكوليسترول
التجارب المخبرية والسريرية اظهرت تحسن في مؤشرات الدهون في الدم ، بحيث انخفض معدل الدهون الثلاثية انخفاضا ملحوظا الى جانب انخفاض السكر.
 تتمثل الآلية المحتملة للتأثير المخفض للدهون بالعمل على الحد من نشاط  أنزيم HMG-CoA reductase والذي يلعب دورًا مهمًا في عملية تصنيع الكوليسترول . والنتيجة المستخلصة هي ان القبار قد يكون مفيدًا في علاج مرض الكبد الدهني ومتلازمة التمثيل الغذائي .

علاج ارتفاع ضغط الدم.
أثبتت الدراسات العملية على فئران التجارب أن تناول جرعات من مستخلص القبار قد ادت الى انخفاض ضغط الدم الانقباضي والى ارتفاع كبير في مستويات الصوديوم والبوتاسيوم والكلورايد في البول، الى ذلك لم يلاحظ اي تغير في معدل نبضات القلب وكذلك في مستويات الانجيوتنسين والرينين في البلازما.

من هنا يعتقد ان القبار يعمل على خفض ضغط الدم نتيجة مفعوله المدر للبول وزيادة افراز الشوارد ( صوديوم، بوتاسيوم و الكلورايد ) وتثبيط عمل الانزيم المحول للأنجيوتنسين.

هذا الاكتشاف قد يفتح بابا واملا جديدا لعلاج ارتفاع ضغط الدم ولكن يلزم الحذر لتفادي فقدان الاملاح بطريقة غير محسوبة .

مفعول مضاد للجراثيم
في دراسة استقصائية عن النشاط المضاد للبكتيريا تم استخدام مستخلص مائي من جذور القبار حيث تم اثبات قدرة هذا المستخلص على ايقاف نمو العديد من السلالات البكتيرية  ومنها Deinococcus radiophilus بينما لم تنجح في ايقاف نمو بكتيريا الاي كولاي  (E. coli)  

على صعيد آخر نجحت تجارب اخرى باستخدام ثمار وجذور القبار في محاليل مائية وايثانولية وايثيلية وميثانولية في اثبات فعالية القبار كمضاد لمجموعة واسعة من الكائنات الحية الدقيقة. الا ان قوة وفعالية القبار تتفاوت حسب كونها من الجذور أو الثمار وكذلك حسب كون المحلول مائيا او كحوليا . حيث أظهرت الابحاث أن المستخلصات المائية تمتلك تأثيرا مثبطًا ضد البكتيريا والفطريات ، بما في ذلك المكورات العنقودية الستافيلوكوكس والستربتوكزكس والسالمونيلا والشيغيلا والكليبسيا والاي كولاي اضافة الى مجموعات كبيرة من الفطريات.

كما ان دراسات اخرى اثبتت فعالية المواد المستخلصة من البراعم ولحاء الجذور ضد سلالات اخرى من البكتيريا في حين ان مستخلصات اوراق القبار كان لها دورا كبيرا ضد جرثومة الاي كولاي .

من هنا نلاحظ ان مكونات هذه الشجيرة من براعم ولحاء وجذور واوراق وزهور هي عبارة عن صيدلية متكاملة لم تأخذ حقها من الوقت والاهتمام اللازمين للاستفادة منها على اكمل وجه.

مفعول مضاد للالتهابات
التجاب المخبرية على الفئران السويسرية اثبتت انخفاض الوذمات (التجمع المائي/ الايديما) وخفض سماكة طبقة الأدمة في الجلد وخفض تسرب الخلايا المناعية في مناطق الالتهاب . وعلى صعيد التجارب على خلايا الدم وحيدة النواة البشرية وجد الباحثون ان معالجة هذه الخلايا بمستخلصات أوراق القبار كان له تأثير كبير في زيادة الانترلوكينات ذات الخواص المضادة للالتهاب في حين انخفضت الانترلوكينات التي تزيد من حدة الاتهابات.

الى جانب ذلك فان استعمال خلاصة الجذور كان لها دور في تخفيف آلام المفاصل في العديد من مجموعة الامراض الرثوية .

خصائص دوائية اخرى 

  • حماية الكبد من التسمم وبحد ادنى اثبتت التجارب انخفاض حدة السمية التي قد تؤثر على الكبد
  • تحسين مستوى الادراك والتفاعل مع الواقع. 


الآثار الجانبية لاستخدام القبار
رغم انه لم يثبت وجود اعراض جانبية تمنع استخدام القبار الا انه قد سجلت بعض الحالات من فرط الحساسية عند استعمال القبار على صورة كمادات موضعية على الجلد مما تسبب بظهور بعض الوذمات الوعاية والاحمرار .
لذا ينصح بتوخي الحذر خاصة من قبل الاشخاص ذوي الحساسية المفرطة والاطفال وكذلك السيدات المرضعات و الحوامل.

المصادر:
Journal of natural medicine  "
National center for biotechnology information USA "